تحت الخط الأحمر
- Team Polistratics
- 1 day ago
- 2 min read
القرار الكبير ينتظر الذريعة المناسبة

تُنفّذ إسرائيل اليوم ما يمكن وصفه بتطبيق موسّع ”لعقيدة الضاحية“، ليس فقط من خلال استهداف منشآت عسكرية أو ذات طابع مزدوج بعد ”تحذيرات شكلية“ للإخلاء، بل عبر تركيز ممنهج على تفكيك البنية القيادية لدى الطرف الآخر، فبعد إغتيال عدد من القادة البارزين في الحرس الثوري الإيراني والقوات المسلحة، تتابعت الضربات لتشمل قيادات الصف الثاني والثالث، بما في ذلك مسؤولون عسكريون تم تعيينهم حديثًا، الرسالة المفهومة من هذا النهج تتجاوز الردع التكتيكي، لتصل إلى إضعاف البنية القيادية بشكل متدرج ومستمر.
في هذا السياق، تبدو الحملة الإسرائيلية مصممة لإحداث فراغ قيادي طويل الأمد داخل أجهزة القرار العسكري الإيراني، مع ما لذلك من تأثيرات نفسية وتنظيمية. فكلما تم استهداف قائد جديد، تتراجع الثقة في الاستمرارية القيادية وتزداد الكلفة السياسية والعسكرية لأي قرار هجومي مضاد. هذه ليست فقط استراتيجية ضغط، بل مسعى لفرض استنزاف عميق قد يمتد إلى داخل النظام نفسه.
أمام هذا التصعيد المركّب، تتصاعد أيضاً احتمالات الانزلاق نحو صدام أوسع. وأحد السيناريوهات المطروحة يتمثل في حدوث عملية ”غامضة“ - سواء عبر الخليج أو في مضيق هرمز - تُنسب لإيران وتُستخدم كذريعة لتبرير تدخل عسكري مباشر. في مناخ مشحون كهذا، أي حدث أمني غامض قد يُفسَّر باعتباره تصعيدًا مقصودًا، ما يفتح الباب أمام تحول استراتيجي كبيرفي مسار الحرب.
وفي المقابل، لا يُستبعد أن تقدم إيران، تحت ضغط الموقف وتضاؤل الخيارات، على استهداف مصالح أميركية في الخليج دون استفزاز مباشر. مثل هذه الخطوة، إن وقعت، قد تُعتبر تجاوزًا غير قابل للتجاهل من الجانب الامريكي، وستدفع باتجاه ردٍّعسكري واسع، خاصة في ظل تزايد الضغوط السياسية والانتخابية في واشنطن. التقديرات تشير إلى أن أي تصعيد في هذا الاتجاه قد يكون صعب الاحتواء.
من بين الفرضيات التي تُناقش أيضًا - وإن كانت أقل ترجيحًا - احتمال لجوء إسرائيل إلى استخدام ”سلاح نووي تكتيكي“ منخفض القدرة لاستهداف منشآت إيرانية عالية التحصين. يأتي هذا في ظل غياب منظومات خارقة مثل قنابل MOAB الأميركية، التي تُطلق عادة عبر قاذفات استراتيجية لم تُسلَّم لإسرائيل. في حال تم التلويح باستخدام مثل هذا السلاح، فقد يكون الرد الأميركي مزدوجًا : رفضاً لاستخدام الخيار النووي، مقابل عرض دعم بقدرات عسكرية نوعية تقوم واشنطن بتنفيذها مباشرة. بهذا الشكل، تتحول الولايات المتحدة من داعم سياسي إلى مُضاعِف ميداني للقوة.
نقطة. قبل آخر السطر …
ورغم حساسية هذه السيناريوهات، يظل المسار الأكثر ترجيحًا - في المدى القريب على الاقل - هو استمرار النمط القائم: حملة إسرائيلية مركّزة على مراكز القيادة، مقابل ردود إيرانية محسوبة تبقى دون مستوى التحدي الاستراتيجي المباشر. ومع ذلك، يبقى هذا التوازن هشًّا للغاية، خاضعًا لعوامل متغيرة، وقد ينقلب في لحظة غير محسوبة، فالمشهد الإقليمي يتحرك قرب خط أحمر غير مُعلن، وكل تقدم إضافي نحوه قد يفتح الباب أمام مرحلة يصعب التراجع عنها.
”الأخطر من الحرب… هو الظن بإمكانية إدارتها“
Komentar